6 فحوصات طبية يجب عدم تجاهلها أبداً
تعد الفحوصات الطبية جزءاً مهماً من العناية بالصحة العامة. فهي تمكّن الأطباء من الكشف المبكر عن الأمراض أو الاضطرابات التي قد لا تظهر أعراضها بوضوح، وبالتالي تسهم في الوقاية من الأمراض الحادة والمزمنة. كثير من الناس يتجاهلون أو يؤجلون إجراء هذه الفحوصات بسبب مشاغل الحياة أو الاعتقاد بأنهم في صحة جيدة. ومع ذلك، يمكن أن تكون الفحوصات المنتظمة هي الفرق بين الحياة والصحة الجيدة من جهة، وبين اكتشاف مرض في مراحله المتأخرة من جهة أخرى. في هذا المقال، سنتناول 6 فحوصات طبية يجب عدم تجاهلها أبداً، والتي تساهم في الكشف المبكر عن بعض الأمراض الشائعة والمزمنة.
1. فحص ضغط الدم
يعتبر فحص ضغط الدم من الفحوصات الأساسية التي يجب أن يقوم بها الجميع بشكل دوري. الضغط المرتفع أو ما يعرف بـ “ارتفاع ضغط الدم” هو مرض صامت لا يظهر أي أعراض في كثير من الأحيان. رغم ذلك، يمكن أن يؤدي الضغط المرتفع إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب، السكتة الدماغية، والفشل الكلوي إذا لم يتم التحكم فيه بشكل مناسب.
عندما يتم فحص ضغط الدم بشكل دوري، يمكن للأطباء اكتشاف ارتفاعه ومعالجته قبل أن يتسبب في تلف الأعضاء الحيوية. يُوصى بإجراء هذا الفحص بشكل منتظم حتى لأولئك الذين لا يعانون من أي أعراض. يجب أن يتراوح ضغط الدم الطبيعي بين 90/60 و120/80 ملم زئبقي. أي زيادة كبيرة في الأرقام يجب أن تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً.
2. فحص مستويات الكوليسترول
يعد الكوليسترول أحد أهم العوامل المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين. الكوليسترول هو مادة دهنية موجودة في الدم ويحتاجها الجسم لأداء العديد من وظائفه الحيوية. ولكن، عندما ترتفع مستويات الكوليسترول في الدم بشكل غير طبيعي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم الدهون في الشرايين ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
تُوصي الجمعيات الطبية العالمية بإجراء فحص مستويات الكوليسترول بانتظام، خاصة بعد سن الأربعين أو إذا كان لديك تاريخ عائلي من أمراض القلب. الفحص يحدد مستويات الكوليسترول الإجمالي، الكوليسترول الجيد (HDL)، والكوليسترول الضار (LDL). إذا كانت مستويات الكوليسترول لديك مرتفعة، يمكن أن يصف لك الطبيب أدوية أو تغييرات في نمط الحياة لتحسين مستويات الكوليسترول.
3. فحص السكري
مرض السكري هو حالة طبية شائعة تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج أو استخدام الأنسولين بشكل فعال. هذا المرض يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب، مشاكل في الكلى، تلف الأعصاب، والعمى إذا لم يتم التحكم فيه بشكل مناسب. يعد الفحص المبكر لمستويات السكر في الدم أحد أساليب الوقاية الفعالة.
يجب على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً أو الذين لديهم تاريخ عائلي من السكري إجراء فحص السكر بانتظام. يتم عادةً فحص مستوى السكر في الدم باستخدام اختبار صائم السكر أو اختبار تحمل الجلوكوز. فحص السكري يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن المرض قبل أن يتسبب في مشاكل صحية خطيرة.
4. فحص سرطان الثدي (للسيدات)
سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في مختلف أنحاء العالم. رغم أن فحص سرطان الثدي قد لا يكون مريحًا للكثير من النساء، إلا أنه يمكن أن يسهم بشكل كبير في الكشف المبكر عن المرض وبالتالي زيادة فرص الشفاء التام. ينصح الأطباء ببدء الفحص السنوي لسرطان الثدي عن طريق الماموجرام (أشعة الثدي) بدءًا من سن الأربعين، خاصة إذا كان لديك تاريخ عائلي من هذا النوع من السرطان.
الفحص المنتظم للثدي يمكن أن يساعد في اكتشاف الأورام في مراحلها المبكرة عندما يكون علاجها أسهل وأكثر فعالية. بالإضافة إلى الماموجرام، يُشجَّع أيضًا على إجراء الفحص الذاتي للثدي، الذي يمكن أن يساعد النساء في التعرف على أي تغييرات غير عادية في ثديهن.
5. فحص سرطان القولون والمستقيم
سرطان القولون والمستقيم هو من بين أنواع السرطان الأكثر شيوعًا التي تصيب الأفراد في مراحل متقدمة من العمر. لكن الكشف المبكر عن هذا المرض يمكن أن يقلل بشكل كبير من معدلات الوفاة. تبدأ التوصيات بفحص سرطان القولون بعد سن الخمسين. ويمكن أن تشمل الفحوصات إجراء تنظير القولون أو اختبارات برازية للبحث عن وجود خلايا سرطانية.
الفحص الدوري للكشف عن سرطان القولون والمستقيم يمكن أن يساعد في اكتشاف الأورام قبل أن تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم. يمكن أن يساعد الفحص أيضًا في إزالة الأورام الحميدة (التي قد تتحول إلى سرطان فيما بعد) أثناء الفحص نفسه، مما يقلل من فرص تطور المرض.
6. فحص كثافة العظام (الosteoporosis)
هشاشة العظام هي حالة طبية تؤدي إلى ضعف العظام وزيادة احتمالية الكسور. في المراحل المبكرة من المرض، قد لا تظهر أي أعراض، لذا فإن فحص كثافة العظام يعد ضروريًا، خاصة للنساء بعد سن اليأس. تتأثر النساء بهشاشة العظام بشكل أكبر من الرجال، وذلك بسبب انخفاض مستويات الإستروجين بعد سن اليأس، ما يؤدي إلى فقدان كثافة العظام بشكل أسرع.
يتم إجراء فحص كثافة العظام باستخدام تقنية تعرف بـ “الماسح الضوئي” أو DEXA، وهي تقنية غير مؤلمة تسمح بقياس كثافة العظام في مناطق معينة من الجسم مثل العمود الفقري والحوض. يساعد هذا الفحص في تحديد مدى خطر الإصابة بالكسور وتوجيه العلاج المبكر لمنع تدهور الحالة.
الختام
إن الفحوصات الطبية تعتبر أداة حيوية للكشف المبكر عن العديد من الأمراض المزمنة والشائعة. من خلال الفحص الدوري، يمكن للأطباء تشخيص الأمراض في مراحلها المبكرة، مما يساهم في تجنب المضاعفات الخطيرة وتحقيق أفضل النتائج العلاجية. لا ينبغي تجاهل أي من الفحوصات الطبية المذكورة أعلاه، حيث أن اكتشاف المرض في وقت مبكر يمكن أن يكون حاسمًا في تحسين فرص الشفاء والوقاية من المضاعفات المستقبلية.
